نص السؤال : كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة
القائلة " أن القيمة الأخلاقية
تستمد مرجعيتها من المجتمع المؤسس لها " ؟
طرح
المشكلة:
كما هو شائع ومعلوم لدينا أن القيمة
الأخلاقية يضعها الفرد بنفسه غير أن هناك من يرى أن القيمة الأخلاقية تتجاوز
الطبيعة الفردية إلى الطبيعة الاجتماعية والأطروحة التي تضمنها نص السؤال أطروحة
صحيحة لا شك فيها لكن تأييدنا المطلق لها يلزمنا بتقديم البرهان فما هي الحجج
والبراهين التي تؤكد صحة وصدق الأطروحة ؟ وكيف السبيل إلى الدفاع عنها .
في
حين أن العلوم الأخرى تقوم على وصف الأشياء الواقعية الحسية الموجودة فعلا وهذا ما
يجعل الرياضيات لا تبحث في موضوعاتها من
حيث هي معطيات حسية بل من حيث هي رموز مجردة مجالها التصور العقلي المخص فإذا كان
مدار البحث الرياضي هو المفاهيم الرياضية فطرية في النفس أم أنها مكتسبة ومستوحاة
من الواقع الحسي؟ وبتعبير آخر .
هل أصل المفاهيم الرياضية هو العقل أم
التجربة؟
عرض منطق الأطروحة (محاولة حل المشكلة) : تنطلق المدرسة الاجتماعية من فكرة مفادها أن القيمة الاجتماعية تستمد مرجعيتها من المجتمع المؤسس لها ومن مسلماتها .
الإنسان اجتماعي بطبعه لا يعيش لذاته ولا في
عزلة عن غيره بل إن أفعاله تؤثر في الآخرين والأهم من ذلك أنها تتأثر بها .
إن الأخلاق هي وقائع اجتماعية خارج عن الذات
وتمتاز بخاصيتين هما :
* كونها خارجية تتحكم فيها شروط موضوعية
لذلك ينبغي دراستها دراسة وضعية قائمة على ربط الظواهر بعواملها .
* كونها متسامية عن ضمائر الأفراد لأنها
نابعة وصادرة من الضمير الجمعي الذي يمثل السلطة الأخلاقية .
وللتأكد على صدق موقفهم وطرحهم اعتمدوا على
جملة من الحجج نذكر منها :
الموروث الفردي مكتسب اجتماعي في أصله
فالمجتمع هو الذي يشكل أخلاق الفرد ولايمكن لهذا الأخير أن يكون أخلاقا حسب هواه
لذلك فإن القيمة الخلقية ترتبط بأسباب غير شخصية لأنها تستمد من المجتمع وهذا ما
أكره دور كايم في قوله :( ليس هنا سوى
قوى أخلاقية واحدة تستطيع ان تصنع القوانين للناس هي المجتمع ) .
العادات الأخلاقية يشارك فيها جميع الناس وكأنها
تصدر من شخص واحد ، والواقعة الأخلاقية تتحد بطابعها الإلزامي وبالجزاء الذي
يتبعها ويتضح ذلك في معاقبة الجماعة للفرد .
الخير والشر قيمتان أخلاقيتان تتحدان بمدى
اندماج الفرد بالجماعة أو عدم اندماجه فالاندماج مقياس الخير وعدم الاندماج هو
مقياس الشر.
إن الأخلاق متغيرة بتغيير بيئاتها وعصورها
ويلزم عن هذا أنه لا توجد مبادئ ثابتة بل توجد عادات خلقية متغيرة .
عن منطق الخصوم : إن القيم الأخلاقية أساسها طبيعة الفرد النفسية والبيولوجية فحركة التغيير
الاجتماعي تقودها دائما النخبة التي تغير الواقع والتاريخ وتتحرك بصماتها فيه على
حد تعبير "كلون ويلسون " أو
كما قال تشنه "على الفرد أن يقاسي ليبقى حر من
هيمنة المجتمع ".
كما لا يقودنا الطرح القديم للسوفسطائين
القائل : أن القيمة الأخلاقية تستمد وجودها من وجود الإنسان ذاته فهو مبدعها لأنه
مقياس الأشياء كلها ". وكذلك نجد الطرح الوجودي مع ساتر القائل : "أنني
أنا الذي أومن الوجود للقيم " .
نقد خصوم الأطروحة : إن القول بأن الفرد
هو الذي يصنع القيم الأخلاقية تصور يؤسس لصراع افتراضي بين الفرد ومجتمعه كما أن
رفض القيمة الأخلاقية بميول الفرد ورغباته يجعلها حبيسة العالم الحسي بتغيراته
وتناقضاته مما يفقدها خصائصها الروحية .
فعزل الفرد مثلا عن مجتمعه يجعله بلا شخصية
فالــ..... الاجتماعية مما تتضمنه من معطيات ثقافية ونماذج للسلوك تعمل على إدماجه
في الإطار الثقافي وذلك بتعليمه نماذج السلوك المختلفة .
الدفاع عن
منطق الأطروحة بحجج شخصية :
أعتقد أنه إما أن تكون القيمة الخلقية فردية
أو اجتماعية لكنها اجتماعية إذن فهي ليست فردية ، ذلك أن ... الاجتماعية هي التي
تفرض علينا القيم الأخلاقية وتلزمنا بها ونحن لسنا سادة أحكامنا غننا مقلدون لا
مبدعون وكثيرا ما تعدل عن أفعال ترغب فيها لأن المجتمع يرفضها مثلا طاعة الوالدين
في الإسلام وأمثلة كثيرة .
الخاتمة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق