الأحد، 14 يونيو 2015

العادة وليدة التكرار

يقول أرسطو*العادة وليدة التكرار * حلل وناقش؟جدلية

المقدمة
إن الكائنات الحية في عالمنا تتكيف مع عالمنا الخارج فتأثر وتتأثر به من هذه الكائنات نجد الكانسان الذي ميزه الله عن سائر المخلوقات بالعقل وجعل له وظائف حيوية لقضاء حاجاته اليومية كالإحساس و الإدراك والذكاء والذاكرة والخيال...إن جل الأفعال التي يقوم بها الإنسان لها مغزى و ورائها دوافع ومقاصد فقد يمشي حتى يصل إلى مكان ما لقضاء حاجتة وقد يعمل ليحقق رغباته...وإذا نضرنا إلى طبيعة تلك السلوكات فانا نجد منها ماهو ضروري وبحاجة إليه للعديد من المرات فنأخذ بتكراره حتى نتمكن من اعتياده و بذالك نستطيع أن نقوم به مرة أخرى بسرعة وبجهد اقل وهذا الفعل يصبح عادة.والعادة تجعل الكائن الحي قادرا على القيام بردود أفعال لا تقتضي منه جهد في التكيف ولا تثير لديه اضطرابا بل تسهل عليه القيام بأعمال تخدم مصلحة معينة.فالعادة هي سلوك مكتسب عن طريق التعلم هذا السلوك المكتسب إذا ما رسخ في الذات أصبح سلوك آليا.ولقد قال عنها جميل صليبا(العادة كيفيه نفسانية تحصل بتكرار فعل مصحوب بالوعي يولد في الإنسان قدرة على أداء ما كان في أول الامرعاجز عنه ).ولقد اختلف الفلاسفة في كيفية اكتساب العادة فمنهم من يقول بان العدة وليدة التكرار ومنهم من ذهب إلى أنها وليدة العوامل النفسية الاجتماعية والعقلية.وهذا ما يجعلنا نتساءل -هل العادة وليدة التكرار فقط أم أن هناك عوامل أخرى هي السبب في اكتساب العادة؟
عرض الأطروحة:
يرى بعض الفلاسفة أن التكرار يعد من العوامل الفريدة والأساسية لتعلم كل سلوك لان الإنسان لا يستطيع التعود على فعل معين دون تكراره لأننا كلما كررنا الفعل ازداد ثباتا في سلوكنا ورسوخا في الخلايا العصبية وهو ما يجعلنا نقوم بالفعل بسهولة تامة ولقد عبر عن هذا الفيلسوف آرسطو في قوله(العادة وليدة التكرار)وهذا يعني إن كلما كررنا الفعل أصبح عادة.ويقول ليبينتز(أن كل فعل في البداية عادة لأنه إذا لم يبقى الفعل اثر في نفسه لم تتكون العادة وان كررت الفعل مئة مرة ) إن اكتساب عادة مالا يكون دفعة واحدة بل يكون بتقسيم الفعل إلى أجزاء مع مراعاة التدرج.بقدر ما نكرر فعلا من الأفعال كتحرير مقال فلسفي بقدر ما يزداد الفعل ثباتا داخل سلوكنا.التكرار يزيد سرعة في استجابتنا أمام المؤثرات كما انه ينحت على الخلايا العصبية فعلا ما فيجعلنا نقوم به بسهولة وليونة ولا يجعلنا نفقده بسهولة.
النقد
لقد بالغ الذين قالو بأن كل عادة أساسها التكرار ولا تقوم إلا به وهذا قول مبالغ فيه لان العادة تحتاج إلى عوامل أخرى في بناءها فالعوامل النفسية تبنى على الميل والانتباه والاهتمام أيضا العوامل العقلية والاجتماعية.
عرض نقيض الأطروحة :  
أن للعوامل النفسية والعقلية والاجتماعية دور في بناء أي عادة فالعوامل النفسية تتمثل في الاهتمام والرغبة وهما من أهم شروط التعلم عند اكتساب عادة معينة لان الاهتمام والميل نحو شيء معين يسهل التعود عليه فالرغبة قوية في النجاح في البكالوريا تسهل علينا المراجعة إلى آخر الليل والاستيقاظ في الصباح الباكر.كما أن الاهتمام يخلق فينا الإرادة ودقة الانتباه ويجعلنا نكرس كل طاقاتنا من اجل تعلم اي شيء والتعلم أساس بناء كل عادة والعامل العقلي هو ان يكون الإدراك كنشاط ذهني حاضر عند الاكتساب والتعلم والعامل العقلي هو شرط أساسي لحصول التعلم والإنسان الذي لايكون عقله حاضرا وإدراكه غائبا لا يستطيع ان يتعلم الفعل الذي يريده ان يصبح عادة.والعامل الأخير هو العامل الاجتماعي والذي يتمثل في المجتمع.كما ان خروج الناس من بيوتهم لتوجه نحو الدراسة او العمل في وقت واحد ما هي الا عادة دفعنا إليها المجتمع الذي يمثله دوركايم فهو الذي نكتسب منه الأعراف والتقاليد والقيم وبذالك يكون للمجتمع دور أساسي لتكوين عاداتنا.
النقد
إن توافر تلك العوامل في ظل غياب التكرار الواعي لايؤدي إلى أي نتيجة لان التكرار مهم جدا في عملية الاكتساب كتعلم السياقة فهنا مفروض علينا أن نكرر هذا الفعل حتى نكتسبه.وهذا يؤدي إلى القول بان العادة وليدة التكرار.
التركيب
إن التعلم مربوط بميل الشخص وتكراره لما يريد أن يتعلمه بحيث كاما زاد ميل الشخص وحبه للعمل وتكراره للعديد من المرات بقدر ما سهل عليه تعلمه وتكراره بكل سهولة ويسر كما انه بجانب التكرار يجب أن تتوفر العوامل القلية وخصوصا منها النفسية والاجتماعية لتثبيت كل عادة.
الخاتمة
وفي الأخير نستخلص بان التسليم بالتكرار وحده هو أساس تعود الأشياء هو قول صحيح ولكنه ناقص لان العدة وليدة التكرار ووليدة عوامل أخرى من نفسية واجتماعية وعقلية فتتشابك مع بعضها البعض وهذا ما يسهل اكتساب العادات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أصل الرياضيات العقل ام التجربة

  مقالة جدلية : أصل الرياضيات العقل ام التجربة مقالات فلسفية المقدمة : إن من طبيعة الإنسان العاقلة انه دائم البحث والتأمل عما يحيط به لا...