الأحد، 14 يونيو 2015

إن الديمقراطية هي أفضل الأنظمة السياسية

نص المقال: (( إن الديمقراطية هي أفضل الأنظمة السياسية )) دافع عن هذه الأطروحة.
الطريقة : استقصاء بالوضع
طرح المشكلة: مما لاشك فيه أن الإنسان لا يمكن أن يعيش منعزلا ، بل لابد أن ينشأ مع الآخرين ، غير أن الوجود مع الآخرين يستلزم وجود علاقات معهم ، وعلى هذا فقد وضع الإنسان قواعد تحدد كيفية التعامل والتعايش وحدد الحقوق والواجبات   بعبارة أخرى وضع نظاما يحدد هذه العلاقات ويبين طريقة استعمالها ويتمثل هذا النظام في الدولة، والدولة كالأسرة تحتاج إلى تنظيم وضبط وقواعد تحكمها، وسلطة تشرف على شؤونها حتى تستقر وتضمن استمرارها وتحافظ على مكانتها، وتصون كيانها ووجودها، لهذا أوجدت أنظمة حكم كثيرة لأجل تسيير وتنظيم الدولة تحت غطاء السلطة التي تعد الجهة الرسمية التي تمثل وجود الدولة وتثبت كيانها، ومن هذه الأنظمة نجد النظام الديمقراطي، والتساؤل المطروح: كيف يتسنى لنا الدفاع عن الأطروحة القائلة أن النظام الديمقراطي يعتبر من أفضل الأنظمة السياسية  ؟وما هي الحجج والأدلة التي تثبت صدق ذلك ؟
محاولة حل المشكلة:
    عرض منطق الأطروحة: النظام الديمقراطي هو كل نظام سياسي يعتبر إرادة الشعب مصدرا لسلطة الحكام،  والديمقراطية DEMOCRACY  من الناحية الاشتقاقية هي كلمة يونانية الأصل تتكون من لفظين هما : ديموس  ( Demos ) أي الشعب و كراتوس ( Kratos ) أي السلطة أو الحكومة ومعناها سلطة الشعب أو حكم الشعب.  والديمقراطية تعد من أصعب الأنظمة تحقيقا، حيث قال الفيلسوف الفرنسي " مونتيسكيو" :  (( الديمقراطية أصعب النظم تحقيقا لأنها تتطلب وجود الفضيلة التي هي شعور بمسؤولية كل واحد أمام الجميع ))، فالديمقراطية هي أصعب الأنظمة السياسية تحقيقا، وأفضلها في نفس الوقت، لأنها تحرك جوانب مسؤولية الحاكم تجاه المحكوم حيث يشعر الأول برقابة الثاني، ويشعر الثاني بأهمية الأول، ولهذا يعطي أهمية كبيرة لخياراته الانتخابية، كما أن الديمقراطية تجعل الشعب يحكم نفسه بنفسه عن طريق منتخبيه في المجالس النيابية فيشارك في الحكم دون أن يمتطي كرسي الحكم. والديمقراطية هي النظام الذي يرجع السلطة أو مصدرها إلى الإرادة العامة للشعب.
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية : يبقى النظام الديمقراطي أفضل الأنظمة، لأن الديمقراطية تضمن الاستقرار، بما أنها تفتح المجال للتعددية والمشاركة المتنوعة لمختلف التشكيلات السياسية، ويكون فيها البقاء للأفضل، كما أنها تشعر المواطن أنه مسؤول عن خياره في اختيار من يحكمه، ويقود زمام أموره. وليس هناك نظام أفضل من الديمقراطية في تحرير الشعوب من قيود الطغيان والديكتاتورية، فهي تمثل محيط واسع للحريات المتنوعة من حرية الرأي وحرية التعبير والصحافة، وحرية الاعتقاد والدين، فغياب الديمقراطية يعني قتل تلك المظاهر التي تقترن بمصير حياة الإنسان وفكره، الفكر الذي يبحث دائما عن فضاء الحرية لممارسة نشاطه بكل إبداع بعيدا عن كل القيود والمضايقات.
نقد خصوم الاطروحة: هناك من يعتقد أن النظام الديكتاتوري هو الأفضل لأنه يقوم على أساس القوة، وفي نظرهم لا يمكن تهذيب الشعوب إلا بالقوة، ولا يمكن الحفاظ على السلطة إلا بالعنف، والعنف الوسيلة الوحيدة التي تخلق الاحترام بين الحاكم والمحكوم. لكن العنف لا يولد إلا العنف، فالأنظمة الديكتاتورية التي تبنى على دماء الأبرياء، وعقول المفكرين المعارضين لا يمكن أن تستمر في النمو بقدر ما يكون مآلها الزوال والاندثار وعدم الاستمرار، فهل هناك نظام ديكتاتوري لا يتخبط بأمراض العصيان المدني يوميا؟ هل هناك من الأنظمة الديكتاتورية من يعيش الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، وتكون فيه علاقة الحاكم بالمحكوم مقبولة ومبنية على المحبة وقبول الثاني بالأول؟ إن ما نشاهده على أرض الواقع هو أن الشعوب التي تعيش تحت القهر شعوب تنتظر فقط من يشعل فتيل التمرد فيها لتنفجر.
حل المشكلة:  في الأخير يمكن أن نؤكد أن الديمقراطية تعتبر نظام العصر، فكل الشعوب تحارب من أجل تكريسها على أرض الواقع، وكل الشعوب المقهورة تتمنى لو تعيش حلمها، بنظام ديمقراطي يضمن حريتها ويحقق طموحاتها، في حرية الرأي والتعبير وفي تشكيل الأحزاب والجمعيات، وفي تحقيق العدالة الاجتماعية، وذلك عن طريق تكافؤ الفرص ومحو الفوارق الطبقية بين الناس وإزالة الفقر والبؤس عن الطبقة العاملة التي هي مصدر الإنتاج والثروة في المجتمع وبالتالي الأطروحة القائلة (( إن الديمقراطية هي أفضل الأنظمة السياسية )) صحيحة وصادقة ويمكن الأخذ بها وتبنيها .


هناك 3 تعليقات:

أصل الرياضيات العقل ام التجربة

  مقالة جدلية : أصل الرياضيات العقل ام التجربة مقالات فلسفية المقدمة : إن من طبيعة الإنسان العاقلة انه دائم البحث والتأمل عما يحيط به لا...